الأحد، 21 فبراير 2016

يا صاحب السمو .... آسف

يا صاحب السمو .... آسف


يقول الله عز وجل ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) ﴾ سورة الاحزاب .
( لابد أن نقول للأعور أنك أعور ) من عبارات المرحوم الدكتور أحمد الربعي .





إن أكثر ما يهلك العلاقات هي المجاملة الزائدة عن الحد لتنقلب إلى الضد ، والكويتيون يقولون ( الزايد أخو الناقص ) وهي نظرية علمية إقتصادية تسمى ( النظرية الحدية ) ، إن تراجع آداء الحكومة وإن تراجع آداء المعارضة يعود إلى هذه المجاملات للفاسدين والفاشلين على حد سواء على حساب الكويت والشباب الكويتي الصادق والمجتهد.
إذا كان ولا بد من المجاملة فالأصول هي أن أجامل الأسرة الحاكمة فحقوقهم علي كثيرة منها حق الجيرة فأسرتي وأسرة الصباح جيران طوال نشأت الكويت وتطورها ، وحق الصحبة والصداقة فلقد نشأت منذ الصغر ولي أصدقاء مع بعض أبناء الأسرة ، وحق وصية الأهل فأهلي أوصوني بالحاكم من أسرة الصباح خيرا ، وغيرها من الحقوق ، ولكني وطوال أربعون سنة كنت أميل إلى ناحية المعارضة لكونها صادقة وتريد إصلاح فساد الحكومة التي تجامل التجار وأبناء الأسرة على حساب الشعب البسيط ، فإذا أمست المعارضة أيضا تجامل أركانها وعلية القوم على حساب قواعدها فما الفرق بين حكومة الفاسدين ومعارضة الفاشلين !!! ولماذا أستمر مع معارضة فاشلة تمارس نفس نهج الحكومة الفاسدة ؟؟؟
يا صاحب السمو …
آسف ….. ، إسمح لي ياصاحب السمو وأنتم الوالد القائد للكويتيين كافة في هذه المرحلة أن أقدم لكم إعتذاري وأسفي الشديدين ﻷني لن أستطيع أن أجاملكم ، إعذرني ياصاحب السمو فأنا لا أود أن تقف غدا بين يدي ربي وربك فتقول له إن عبدك محمد وهو من رعيتي جاملني ولم ينصحني ، آسف ياصاحب السمو فأنا أستطيع أن أتحمل فتنة الحكومات وفتنة المعارضة ، ولكني لن أستطيع أن أتحمل وزر عدم مناصحتكم ولا أستطيع أن اتحمل عذاب الله.
ياصاحب السمو …
أنا ضمن مجموعة من الكويتيين آلو على أنفسهم إلا أن يكونوا من الناصحين ، ولكل إنسان منا طريقته في النصح ومنها ما قد يعجب حكومتكم ومنها ماقد لا يعجب حكومتكم ، ولكن يبقى هذا النصح واجب علينا دينيا ودستوريا وأخلاقيا .
فنحن لم ولن نخدع حكوماتكم ونسايرها في أخطاؤها كما فعل الإخوان والسلف ثم جعلوا داعش والقاعدة على حدودكم ويفجرون مساجد دولتكم ويقتلون عيالكم .
ونحن لم ولن نخدع حكوماتكم ونشارك بها وندعم سوء فعلها مع الشعب كما فعل حزب الله وأتباع إيران ثم نخبئ السلاح والبدلات العسكرية لنخونكم أو ننقلب عليكم .
ونحن لم ولن نزين لحكوماتكم الميل للهوى والشهوات كما فعل التجار والتحالف والمنبر لنحصل على الأراضي الصناعية والشاليهات ” والمديونيات الصعبة ” لنشتري بيت بالضاحية.
ياصاحب السمو …
كنا ولازلنا صادقين معكم ، نريد تطبيق الدستور الذي أرتضيتموه عهدا وعقدا بيننا ، نريد تطبيق القوانين بلا تمايز ولا محسوبية ، نريد توزيع الثروة الوطنية على أبناء وبنات الشعب كافة حسب أسس العدالة الإجتماعية ، نريد تحقيق الرفاه للشعب كافة وليس لأبناء أسرة الحكم ولأبناء التجار فقط ، نريد أن يكون الشعب الكويتي رافعا رأسه معتزا بحاكمه وحكومته مفتخرا بهم بين شعوب العالم ، فهل هذه الرغبات تشكل جريمة يسجن عليها ضمير الأمة مسلم البراك وأصحابه ، ويضرب عليها المفكر والأكاديمي عبيد الوسمي ، ويحارب عليها المخلصين من ( عيالك ) بدلا من إحتوائهم والإستفادة من صدقهم وأمانتهم وطاقاتهم لبناء وتطوير الكويت ولصد الكاذبين والأفاقين من الذين ينافقونكم علنا ويضمرون لكم ولأسرتكم وللكويت وللكويتيين الشر والسوء سرا .
يا صاحب السمو …
آسف لن أجاملك ، لكن وعدا سأكون لك مواطن وأبن قوي صادق أمين ، وسأعمل جاهدا لتحقيق الحكومة الشعبية والتي ستعمل لمصلحة الشعب الكويتي ولرفاهيته ، وستسعى لإستتباب الأمن ومنع صراعات التجار والشيوخ ، وأيضا ستعمل بكل تأكيد لإستقرار الحكم وإستمراره في ذرية مبارك كما عاهدكم وواعدكم آباؤنا في الدستور ، ولن ننقض عهد أباؤنا من طرفنا.
والله عليم بذات الصدور
 الخبير الاقتصادي محمد المطوع

تويتر jumankw@

ملاحظة .. المقال نشر سابقا في جريدة دسمان الإلكترونية .. ولأهميته اعيد نشره في بلوق محشوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق