لا تصدقونهم " أبالهب " مايصيدهم
بداية ، وبما متعني به الله من علم واسع بالإقتصاد ومعرفة بالسياسة حيث إنهما تخصصي الدراسي ، فإني أدلو بشهادتي أمام الله وحده " وكفى بالله شهيدا " إن الكويت منذ الخمسينات إلى اليوم لم ولن تمر بأزمة مالية قريبا ، وأشهد بأن الكويت حباها الله بمقدرات وثروات وموقع إستراتيجي لو تم ترك الشعب يستفيد منهم بما يرضي الله ورسوله وبما يتوافق مع الدستور الكويتي ولا يختلف معه ، لأصبح كل المواطنين مليونيرية وغير محتاجين ﻷحد إلا الكسول منهم ، ولكن مشكلتنا في " كمخ الحكومة وتنابلة المعارضة " ، لا تصدقونهم.
كما قلت في مقال سابق ، هذه ليست أول مرة تدعي الحكومة وغرفة التجارة وجود عجز خطير في مالية الدولة ، ففي الثمانينات إدعوا نفس الإدعاء وأعانهم الإخوان والسلف ، لكن واضح أن الحكومة والغرفة بعد أن إستفادوا من مواقف الإخوان والسلف وتم ضرب " الديمقراطية والرقابة الوطنية " تخلصوا منهم ولم تعد تزودهم بالمال كما كانت تفعل ( تخلصوا منهم كما يتخلص السماك من ممشاشة الزفر ) ، لذا تجد صراخ الإخوان والسلف أضحى بجانب الشعب ( مو لله ولا هو موقف مبدئي منهم ، والأحداث تشهد على صحة كلامي ).
في الثمانينات شهدت الكويت حدثان رئيسيان ، فبعد عودة مجلس الأمة اثر توقف لمدة خمس سنوات بسبب حله ، تعرضت الكويت ﻷزمة المناخ ولأزمة تراجع أسعار النفط وحينها كان تأثير تراجع أسعار النفط ذو تأثير شديد بسببين آخرين السبب الأول ، إنه تم تحديد كمية تصدير الكويت للنفط من قبل أوبك بأقل من مليون برميل يومي والسبب الثاني إلتزام الكويت بمساندة العراق في حربها ضد إيران ، لذا فمصاريف الكويت مرتفعة بسبب تفسفس أموال الدولة على أهل المناخ وبسبب دفع جزء من تكاليف حرب العراق سواء على شكل مساعدات أو قروض ، وفي ذات الوقت سعر النفط في الحضيض فقد وصل إلى حوالي 8 دولار حسبما أتذكر وكمية المبيعات محدودة مما يجعل إجمالي إيرادات منخفضة.
وبدأت حكاية زيادة أسعار البانزين وكادوا يرفعون اسعار الكهرباء والماء وزيدت الرسوم وقلصت أراضي السكن وبعد أن كانت توزع 750 متر مجانا أصبحت 400 متر وبأربعة آلاف دينار وأوقفت وقلصت البعثات الدراسية ، ومنع الطلبة من الجمع بين الوظيفة والدراسة وهي مخالفة دستورية وجريمة بحق الكويت شارك بها الإخوان ، وكنت شاهدا عليها ، وغيرها من زيادات غريبة وعجيبة وكإقتصادي مبتدئ حينها كنت أستهجنها علنا ولكن ليس باليد حيلة فصغر سني حينها لايعطيني القدرة على الإقناع.
وماذا حصل ...
فجأة حصل الغزو ونحن في معمعة أن الدولة ليس لديها أموال للمواطنين ....
وإذا بمغارة "علي بابا " تفتح وينذهل العالم أجمع بما حصل ...
ماذا حصل ...
أولا
النفط توقف لايوجد بيع ولاشراء ولا إيرادات جديدة لمدة سنة كاملة ثم بدأ النفط رويدا رويدا ينتج ويصدر حتى تم اطفاء اخر الابار ومن ثم اصلاح خطوط الانتاج والتصدير ، والبنك المركزي تم سرقته بالكاش والنقد المحلي والاجنبي وبالإحتياطي من الذهب كاملا وارصدة الحكومة في بنوك الكويت تم سرقتها وتحويلها من دينار كويتي الى دينار عراقي يعني ماكو قيمة.
خلال هذه المدة ... ماذا تتوقعون حصل ... عدوا معاي بالكويتي .. يعني إحسبوا معي
واحد
تم تحمل تكاليف إسكان جميع الكويتين خارج الكويت وتم تمشية معاشات لهم وعلاج ..... الخ الخ الخ .
إثنين
تم تدريب جزء من الجيش الكويتي وعدد من المتطوعين وشراء معدات عسكرية وأسلحة لهم.
ثلاثة
تم إسقاط ديون بعض الدول كما تم إسقاط فوائد ديون كل الدول.
أربعة
تم إرسال معاشات ورواتب لجميع الكويتيين الصامدين داخل الكويت.
خمسة
تم شراء مواقف بعض الدول بمنح ومساعدات مثلما تم مع سوريا حافظ.
ستة
تم دفع مبالغ كبيرة كجزء من تكاليف حرب تحرير الكويت،
سبعة
تم دفع تكاليف إطفاء آبار الكويت.
ثمانية
تم دفع تكاليف تطهير جميع أراضي الكويت من الألغام .
تسعة
تم دفع تكاليف تنظيف الكويت من آثار الغزو وآثار وبقايا الجيش العراقي الغازي .
عشرة
تم دفع تكاليف تنظيف الكويت من آثار حرق الابار بما فيها الآثار البيئية في البر والبحر .
إهدعش
تم دفع تكاليف إعادة إعمار الكويت من مباني مدمرة ومن أثاث لكل الوزارات والهيئات.
إثنعش
تم دفع رواتب جميع الكويتيين عن سبعة أشهر الغزو وثلاثة أشهر إلى أن دخل الكويتيون الذين في الخارج.
ثلاتعش
تم إرجاع أغلب الكويتيين اللي في الخارج على الطائرات بدون مقابل.
أربعتعش
تم إسقاط جميع الديون اللي على الكويتيبن ومنها قروض الإسكان ومنها الأحكام القضائية التي لصالح الدولة.
خمستعش
تم إقرار قانون المديونيات الصعبة ، بالمخالفة للدستور ، وعم بعض الناس " السعدون " كسر الدستور واللائحة علشان يقر القانون ، ورمز بعض الناس " النيباري " غير تصويته خلال ساعة وإستفاد علنا همجة فلوس ، طبعا الإخوان والسلف وقتها دازين عمرهم مع الحكومة وأبصمو بصما بأيدهم وإريولهم ، وعند قروض المواطنين كل هؤلاء ضدها " يخرب بيت ابليس " والإخوان والسلف دخلو الدين وقالو حرام " بولهب مايصيدهم ".
أكمل ولا إكتفيتوا ، من يريد التكملة فاللستة طويلة ، حسبو على راحتكم ، كم تكاليف هذه العمليات التي ذكرتها أعلاه ، والحكومة وغرفة التجارة وتوابعهم من السلف والاخوان كانو يقولون قبلها إن الدولة ماعندها فلوس حق دعم البانزين ولا زيادة الرواتب.
أختصرها عليكم لا تصدقونهم لأن مايصدقهم إلا ........ !!!!!!!!!
والله عليم بذات الصدور
الخبير الإقتصادي محمد المطوع
تويتر jumankw@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق