حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظك الله ورعاك
بصفتي الشخصية ولكوني أحد رجال هذا البلد وإستعمالا للحق الدستوري ” حق التعبير ” الذي خولتموه للمواطنين ياصاحب السمو أنت وصحبك في المجلس التشريعي الأول بقيادة والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح فإني أعبر عما يجول بقلب الأبن المحب لأبيه وبعقل المواطن المحب لوطنه.
ياصاحب السمو ،،
أعلم يقينا مدى حبكم للكويتيين فلقد سمحت لي الأقدار أن أتقابل معكم وأحدثكم مرة واحدة قبل ثلاثون عاما أتضح لي مقدار إعتزازكم وحبكم للكويتيين ، وكتب الله أن أتعرف على أسرة وافدة تيتمت ولكنكم جعلتهموهم مطمئنين في الكويت ورعيتموهم رعاية الأب لأبنائه فكانت ذكراكم عندهم دائما عطرة وأتضح لي مدى حبكم للخير الذي تعملونه بلا مقابل.
ياصاحب السمو ،،
كانت الديباجة أعلاه ضرورية لأعلن لكم بأني على معرفة ببعض ماتتصفون به وأني أحدثكم من موقع العارف لا موقع الجاهل، وكباحث إطلعت على بعض أعمالكم كما قرأت بعض خطاباتكم ، وأقر بأنني معجب بكثير من أعمالكم ومتفاءل بالعبر والمعاني في خطاباتكم ، والتي لو طبقت لكانت الكويت تتربع بأعلى هرم الدول المتطورة والمتقدمة في العالم.
ولكن ياصاحب السمو ،،
أجزم لكم بأن أغلب وزراءكم لايعون خطاباتكم ولا يستوعبونها ، وبكل تأكيد كل وزراءكم لايقدرون حبكم ” لعيالك “ ، فخطاباتكم لاتوضع موضع التمحيص والتنفيذ ، بل الكل يلمس ويرى بأن حال الكويت والكويتيين في تدهور تام والمؤشر العام للمستقبل لايبشر بأي خير.
حضرة صاحب السمو ،،
لا أبالغ أن قلت بأن الكل تأثر بموقفكم الإنساني حينما زرتم مسجد الصادق بعد الإعتداء الإرهابي الآثم ضده ، وتأثر القاصي والداني بكلمتين قصيرتين ولكنهما تمثلان حقيقة الكويت وإختصرتم تاريخ 300 عام بكلمتين فحين قلتم ياصاحب السمو ” هذولا إعيالي ” سطرت قصة وحكاية الكويت منذ نشأتها إلى حاضرها ومستقبلها ، فالكويت منذ أيام الشدة والخوف والفقر كانت تزدهر بوتيرة أسرع ممن حواليها من المدن ، لأن سر الكويت يقع ضمن إطار العلاقة بين الحاكم والمحكوم فنحن “إعيال الأمير ” ولسنا رعية لحاكم.
ولكن ياصاحب السمو ،،
وزرائكم ووكلاؤهم وكبار المسئولين لايعون هذا ، وقلبوا الحال الجيد إلى حال سيء ، إنهم يرون ” إعيالك “رعاع ، إنهم يعاملون ” إعيالك ” معاملة العدو ، إنهم يهينون ” إعيالك ” في كل لحظة ، كم أود ياصاحب السمو أن تختارون لنا رئيس وزراء ووزراء من الشعب ويحبون الشعب كما تحبونهم أنتم ، نحتاج رئيس وزراء ووزراء يتواضعون للشعب كما تتواضعون ، لابد من رئيس وزراء ووزراء من الشعب تحاسبونهم أنتم أو يحاسبهم الشعب نيابة عنكم وعونا لكم.
ياصاحب السمو ،،
مايحدث في الكويت ، إن التعليم يتراجع ، وإن الصحة تتدهور ، وإن المخدرات تنتشر ، وإن الأمن يختفي ، وإن الزحمة تخنق العباد ، وإن التضخم وزيادة الأسعار تأكل رواتب المواطنين وتقضي على حياتهم ، وإن الرياضة تندثر ، وإن الإعلام يسقط ، وإن الحكومة لاتحترم القوانين ( قانون الاسكان لايحترم، وقانون ال بي أو تي لايسمح بتطبيقه .. إلخ ) ، وإن الإدارة الحكومية فاسدة وتالفة إلى حد الإنعدام ، وكثيرة هي مشاكل الحكومة والوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية ” وإن تعدوها لاتحصوها “ ، إلى درجة أن البلدية غير قادرة على المحافظة على جمال ونظافة الكويت رغم مايصرف من مئات الملايين سنويا على هذا البند ، إنه الإهمال المتعمد ياصاحب السمو ولا يوجد من يحاسب ” هاذولا المسؤولين المهملين ” فمن آمن العقوبة أساء الأدب.
وهذه المشاكل تجعل الشعب وبالأخص الشباب حانق ومضغوط وناقم مما قد يولد إنفجارا هائلا في أي لحظة أو قد يجعل بعض من ” إعيالك ” عرضة لاستغلال المجموعات الارهابية.
ياصاحب السمو ،،
حان الوقت لكي تأتون للشعب بحكومة شعبية من ” إعيالك ” ليرعون ” إعيالك ” ويهتمون بهم ، وليطبقون رؤيتكم للكويت التي أعلنتموها في خطاباتكم وأبرزتموها في أعمالكم.
ياصاحب السمو ،،
الحكومة والوزراء لايبدون أي إهتمام بالكويت ولا بالكويتيين والتاريخ لن يكتب هذا العهد بأسمهم بل سيكتب العهد بأسم سموكم ، إن الكويت تملك كل مقومات التطور والرقي ” وإعيالك ” مستعدين لعونكم على أن يكون عهدكم أفضل العهود على الإطلاق لو أتيحت لهم الفرصة في عونكم ومساعدتكم وذلك عن طريق تعيين حكومة شعبية يرأسها مواطن بمثل قوة وصلاح ضمير الأمة مسلم البراك.
والله عليم بذات الصدور
الخبير الاقتصادي محمد المطوع
تويتر jumankw@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق