المعارضة والقادسية وفهيدان
قبل أربعون عام في سنة 1975 حينما كان نادي القادسية في قمة عطاؤه وإبداعه كنت شابا وكنت أحرص على حضور مباريات القادسية مبكرا قبل المبارة بساعتين أو أكثر لأجلس خلف رابطة المشجعين مباشره ، حيث كان الملعب يمتلأ بأكمله ، وكان المرحوم فهد عبدالكريم المشهور ب ( فهيدان ) رئيس رابطة المشجعين للقادسية والمنتخب وهو ذو صوت جهوري إذا صدح به أسمع كل من في المدرجات .
مشجعين الأندية تبدأ أعمارهم من 12 سنة إلى ماشاء الله لاحدود للعمر ، ورابطة المشجعين هم أحرص الناس على ناديهم ويهمهم فوز النادي هذا الفوز الذي سيأتي بالراحة النفسية فقط للجمهور .
هذه الرابطة بشبابها وشيبانها يشجعون اللاعب الفذ والجيد من ناديهم وفي نفس الوقت إذا اخطأ اللاعب أكثر من مره في تمريرة أو تسديدة تجدهم مباشرة يطالبون المدرب بإخراجه من الملعب وإبداله بلاعب آخر ، وإذا إستمر حال اللاعب سوء في المباريات تجدهم بأعلى صوت يطالبون بطرده من الفريق نهائيا ، وحصلت مثل هذه الأمور أمام عيني ولا زالت تحصل في كل ملاعب العالم .
المفارقة أن رابطة مشجعين المعارضة ليس لديهم ذات حس رابطة مشجعين الأندية ، فمهما أخطأ العضو ومهما أساء العضو للشعب ولشباب المعارضة في رزقهم وفي مستقبلهم وفي حرياتهم نجد أن رابطة مشجعين المعارضة تصفق له وتدعوه رمزا وهو فعلا رمزا للفشل إن لم يكن رمزا للفساد المستتر !!!
إلى متى نرى شباب المعارضة ( شباب التحالف و المنبر و حشد و حدس و السلف وغيرهم ) يتحولون إلى صفيقة ومطبلين لبعض الأسماء مهما أساءت التصرف ؟ لماذا وعي شباب المعارضة منخفض ؟ لماذا يتجنب شباب المعارضة مناقشة أعمال ونتائج ومستوى آداء الأعضاء الذين يدعمونهم ؟
ليس لدي تفسير لهذه الحالة المريضة البغيضة من تبعية عمياء إلا إحتمالين ، الإحتمال الأول أن شباب المعارضة ليس لديه وعي ديمقراطي وفاقد للحس الإنساني ، والإحتمال الثاني أن شباب رابطة مشجعي المعارضة مدفوع لهم وقابضين مقابل تصفيقهم ودفاعهم عن أعضاء فاشلين فاسدين حيالة ودجالين ، علما بأن المستفيد من وجود أعضاء فاشلين في المعارضة هي الحكومة الفاسدة حتى تستمر بفسادها وتستمر بمنع الخير والرفاه عن المواطنين ولا يوجد من يردعها ، فهل الحكومة تدفع لرابطة مشجعي المعارضة ؟ ومن لديه تفسير آخر فليسمعنا إياه.
إلتقيت مع المرحوم فهيدان قبل وفاته في إحدى المناسبات وتكلمت معه وبدت عليه حينها الحسرة على ما آل إليه نادي القادسية من تقهقر وكان قد حاول كثيرا أن يدفع لإصلاح الوضع ولكن للأسف التلاعب بإنتخابات النادي من خلال تسجيل الناخبين من غير مشجعي النادي ومن غير المهتمين بالرياضة أساء للنادي وللرياضة الكويتية وأنهاها ، مما جعل أكبر قاعدة جماهيرية تترك الملاعب ولا تحضر في لفته احتجاج واضحة ضد إدارة النادي وضد مدعي مسيرة الإصلاح في النادي .
فهيدان رحمه الله ومن معه من مشجعي القادسية لديهم وعي وحرص على ناديهم أكثر مما لدى شباب المعارضة من وعي وحرص على الكويت.
طالما شباب المعارضة لا يحاسب الذين إنتخبهم على أفعالهم فلن يستطيع أن يحاسب حكومة لم ينتخبها وستضل الحكومة على فسادها ورافعة الجام عنهم وسيخسر الشباب مستقبله وراتبه وحريته وماتبقى من رفاهيته.
فياشباب المعارضة أما أن تفيقوا الآن وتطردوا الصفيقة والطبالين من شبيحة الأعضاء وتبدلوا التنابلة والفاشلين من أعضاء المعارضة بشباب صادقين أقوياء أمينين حكماء من داخل المعارضة ، وإلا ستفيقون على ضياع كافة حقوقكم المادية والمعنوية.
والله عليم بذات الصدور
الخبير الاقتصادي محمد المطوع
تويتر jumankw@