الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

رؤية داعش 2030

رؤية داعش 2030





أقبلت الدول الخليجية على إعلان الرؤى الاقتصادية على الأمد الطويل وهي سنة محمودة وخطوة شجاعة تشكر الحكومات الخليجية على إتخاذ مثل هذه الخطوة ليتسنى لنا نحن الشعوب أن نتشارك من الحكومات تبادل الآراء بخصوص هذه الرؤى.

لكوني كويتي ومتخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية ، لذا سأدلي برأيي بالرؤية الاقتصادية الكويتية ( وهي لن تختلف بالجوهر عن باقي الرؤى الخليجية إلا قليلا ) .

الرؤية الاقتصادية الكويتية أو كما أطلقوا عليها خطة الإصلاح الاقتصادي، أولها إلغاء وتجاهل للدستور والقوانين وآخرها دمار للوطن وخراب لحياة المواطنين.

في الكويت شعبنا قليل العدد، أرضنا صغيرة مما يعني تكلفة بسيطة للبنى التحتية، أرضنا صحراء منبسطة مما يعني سهولة أكبر في بناء البنى التحتية، نحن في زمن الاختراعات والاتصالات والمواصلات التي جعلت من عملية التطور والنمو عملية أسهل وأرخص تكلفة، في الكويت المال متوفر بكثرة ويزيد عن الحاجة وموقع الكويت استراتيجي والعقول المفكرة موجودة والشباب الطموح المتعلم ذكورا و إناثا هم الغالب في تعداد السكان ، فأين المعضلة؟

إن سوء الإدارة الحكومية وفصلها العمدي بين الشباب وبين المال وعدم وضع خطة إقتصادية محكمة تستجيب لمواد الدستور الذي سطره الآباء المؤسسون للكويت الحديثة وعلى قمة هرم هذه المواد هي المادة 20 من الدستور والتي تنص على :-
( الاقتصاد الوطني أساسه العدالة الاجتماعية, وقوامه التعاون العادل بين النشاط العام والنشاط الخاص, وهدفه تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج ورفع مستوي المعيشة وتحقيق الرخاء للمواطنين, وذلك كله في حدود القانون ).

لقد تجاوزت خطة الإصلاح الاقتصادي مواد الدستور بل أهدرت أهم القيم الاقتصادية والسياسية والتربوية فيما أتت به الخطة من تخبط كتخبط الممسوس من الجن ، وبعد التمعن بقراءة بنود الخطة فأنا على يقين أن من وضعها إقتصادي فاشل أو محاسب جاهل والراجح أن من وضعها شخص حاقد وخادع وماكر يمكر للحكم أكثر مما يمكر للشعب.

ففي وقت يتفننون أبناء الأسرة الحاكمة في بناء القصور وتنقلهم الطائرات الخاصة ومطارهم خاص بهم  وتزداد المزايا والمخصصات الشهرية لهم،  نجد أن الخطة التي تبنتها حكومة الشيوخ تزيل الدعم عن الوقود والكهرباء والماء وغيرها عن الشعب، كما تنوي وضع الضرائب على الفقراء قبل الأغنياء فستبدأ بضريبة القيمة المضافة ولن تبدأ بضريبة الدخل ( حيث ضريبة الدخل يعفى منها ذوي الدخول المحدودة ويؤديها التجار أكثر من ذوي الدخل المتوسطة )، وغيرها من بنود تضيق الخناق على الشعب.

رسالة من إقتصادي وسياسي للحكومة إحذروا من خطة الإصلاح الاقتصادي فهي خطة للوقيعة بينكم وبين شعبكم ( بل في ظل الربيع العربي وامتداداته فهي خطة للوقيعة بكم كحكم )  حيث أنها خطة شيطانية تزيد الإحباط والقهر والإحساس بالظلم وعدم المساواة عند الشباب والأسوأ هو إحساس الشباب بالعجز عن تحقيق الذات، وهذه الخلطة من الأحاسيس هي التي تدفع بالشباب للإستجابة إلى داعش والقاعدة وحزب الشيطان فهم يستغلون سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشباب فيمنون الشباب اﻷماني الوهمية ويزينون لهم العمليات الاستشهادية فيتقبلونها أملا بالتخلص من آلام الحياة وإحباطاتها " التي احطتوهم بها من كل جانب" ثم يأملونهم الولوج إلى جنة عرضها عرض السماوات والأرض وبها حور العين في حين أنكم كحكومة ضيقتم على الشباب حتى القدرة بالزواج من واحدة في هذه الدنيا.

ياحكومة لاتكونوا أنتم والشيطان ضد الشباب فتدفعونهم دفعا للإنضمام لداعش أو النصرة أو حزب الشيطان ، فيرتد عليكم وعلى شعبكم نتيجة سوء عملكم.

في كتاب " جمان الكويت " والذي اصدرته قبل ستة سنوات، أوضحت ملامح رئيسية لكيفية بناء إقتصاد كويتي متين حيث بإمكاننا في الكويت ومن خلال تشجيع ودعم ورعاية الشباب أولا ( وباقي الشعب
أيضا) بصدق وأمانة وفي ظل خطة إقتصادية متكاملة الأركان محددة الأهداف شفافة الأدوات والوسائل تدعم المنافسة وتحرم الإحتكار فإنه من الممكن أن نزيد مدخول المواطن زيادة تغنيه وتسعده هو وعائلته، وبعد خمس سنوات نخفض مصاريف الدولة، وأن نجعل الكويت أفضل مكان على الكرة الأرضية.

ولكن الحكومة والموالاة والمعارضة وضعوا أصابعهم في آذانهم لأنني لست تابع لأحدهم ولن أتبع أحدهم فالعالم كما قال رب العزة يخشى الله وحده، ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ).

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد،

والله عليم بذات الصدور

الخبير الاقتصادي محمد المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق